القراءه والكتابه

دومًا أَحبَّ الكتابة؛ لأنها تمكِّنه من التعبير عمَّا يختلج في صدره، هي فعل مهمٌّ بالنسبة إليه، ولا يستطيع الاستغناء عنها؛ كالهواء الذي يستنشقه، أو الماء الذي يشربه، أو الطعام الذي يتناوله، أصبحت جزءًا منه، فسكنت روحَه وفؤادَه.

يدعمها بمطالعة الكتب، بذلك يعزِّز ثقافته وقريحته؛ لأن الفكرة تتولَّد من الفكرة، الأفكار مترابطة بعضُها ببعض، فيثري رصيده ويطَّلع، ويسعى إلى أن يُثبِّت دعائم علمه؛ لأنه مطالَب بإفادة الناس بما لديه من معلومات وأفكار نيِّرة.

يختار الكتب التي يقرؤها بعناية؛ فأذواق القرَّاء لا تتشابه، وهو كقارئٍ نَهِمٍ يعشق الكتاب عشقًا شديدًا، يجعل من اختياره للكتاب شرطًا لا بد عليه من أن يستوفيه، فيختار الكتاب النافع المفيد، الذي يحمل رسالةً ساميةً، ولغته راقية سلِسة، تلج إلى العقل بانسياب ودون تعقيد؛ حتى تثري رصيده اللغويَّ، وتجعله أكثر متانةً وقوةً وثباتًا.

قراءته تتمُّ بلغات متعدِّدة، وهكذا يطَّلع على الثقافات الأخرى؛ لأنه من المهمِّ الإبحار في هذا العالَم بحريَّة ودون قيد؛ لاكتشاف الكنوز والدرر الكامنة في مختلف الكتب بلغاتها المتعدِّدة؛ فكل لغة لها رونقها الخاص، فتطبع ذلك الكتاب بجمال منقطع النظير، تستوطن قلبه وتجعله يطير فرحًا، تغازل روحَه فتفتنها، تسحر عقله فيهيم حبًّا فيها، هذا هو حاله مع الكتاب واللغة على حدٍّ سواء.

يحيا في عالَمٍ من الخيال وقريب من المثالية؛ فالمضامين التي يبحث عنها تمثل له القدوة والمثال والسبيل الأفضل الذي يجب عليه أن يسلكه، يقرأ ويقرأ، ويبحث ثم يبحث، فيكتب بعدها براحة شديدة؛ لأنه قد تعوَّد على ذلك النمط، فلم يجد إشكالًا في سكب كلماته على ورقته البيضاء، يجعل مِن فعل القراءة والكتابة ديدنه الخاص، ولا يستطيع الاستغناء عنه أبدًا، يمارسه كل يوم، فيحسُّ بذلك أنه يجسِّد إنسانيته كإنسانٍ ومثقَّف في هذه الحياة، لا يحبُّ أن تأسِره السفاسف، ولا أن تقوده إليها، بل يريد أن يأخذ طريقًا آخر أجمل وأرقى، هو طريق الثقافة والإبداع والإفادة، أقام لنفسه هذا الرونق، فطبع حياته بطمأنينة وسكينة، بتصفُّحه لوريقات كتابه، وحمله لقلمه وورقته البيضاء، يعيش أحلى حياة؛ إنها حياة الكتابة والقراءة، الورقة والقلم، الإبداع والإنجاز، جمال ما بعده جمال، يُسعد النفس والرُّوح والفؤاد، ولا يستطيع نسيان ذلك ما دام فيه نبض حياة.

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ